استمع الينا على مدار الساعة


حوار : مدير عام مستشفى الأمراض النفسية والعصبية التعليمي : كثير من المرضى أهاليهم لم يزوروهم منذ عشر إلى 20 سنة

السبت - 19 نوفمبر 2022 - الساعة 08:45 م بتوقيت اليمن


عدن/عدنية fm:

الرعايه الطبية بمختلف نواحيها النفسية والصحية والعلاجية من أولى اهتمامات الدول و الحكومات لأفرادها دون استثناء وإن كانت تختلف من فئة لأخرى حسب احتياجاتها.

بلادنا واحدة من هذه الدول التي تولى جل اهتمامها ورعايتها الصحية والطبية لكل أفراد المجتمع وبحسب الإمكانيات المتاحة .

مستشفى الأمراض النفسية والعصبية تعد واحدة من أهم المشافي و أقدمها على مستوى بلادنا ، تقدم خدماتها الطبية والعلاجية والنفسية لمرضاها البالغ عددهم 150 نزيلاً، منهم 25 امراة رغم شحة الإمكانيات وقلة الموازنة والكادر الطبي أيضاً إيماناً بأهدافها الأخلاقية والإنسانية النبيلة .

للاطلاع عن كثب كان لنا هذا الحوار مع الدكتور ثابت قاسم محسن مدير عام مستشفى الامراض النفسية والعصبية.

حاوره / نور علي صمد
ت/ نائلة هاشم:

*ماهي خططكم لما تبقى من هذا العام2022م ؟

- طبعاً لدينا مهام وأنشطة في إطار خططنا المتبقية من هذا العام ، لكن لقلة الاعتمادات المالية لتنفيذها توقفت على الرغم من حصولنا على توجيهات من قبل رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك باعتماد موازنة استثنائية وموافقة وزير المالية، إلا أن الإخوة في البنك المركزي اليمني صرفوا لنا فقط لشهر أكتوبر ويتبعه شهري نوفمبر وديسمبر كل في وقته على أن تصرف الموازنة كاملة العام المقبل 2023م ، حيث كنا نأمل بعد استلامها أن نبدأ بخطوات إعادة تأهيل البنى التحتية للمشفى من حيث المجاري و الصرف الصحي والمياه، أما بالنسبة للكهرباء شبه مكتملة كون وزير الصحة والسكان الدكتور قاسم بحيبح أعطى الإدارة السابقة للمشفى 50 مليون ريال لإعادة تأهيل شبكة الكهرباء، وعلى الرغم من هذا وبجهود ذاتية ومنذ اللحظة الأولى لتسلمنا إدارة المشفى قمنا بتأهيل شبكة المياه وشبكة المجاري وبعض التشققات الحاصلة في سقوف المبنى ، حيث أنه لم تُجرَ أية ترميمات وصيانة للمبنى منذ ثمانينيات القرن الماضي فالمبنى يحتاج لصيانة وإعادة تأهيل كاملة ، فكل الجهات المختصة من سلطة محلية وحكومة ناسية منسية وكان الأمر لا يعنيها ..

* كم موازنة المشفى حالياً ؟

- الموازنة لاتتجاوز ال 3 ملايين و500 ألف ريال، منها 2 مليون وجبات غذاء بواقع 300 ريال لكل نزيل يومياً حيث أن هذه الموازنة لم يطرأ عليها تغيير منذ العام 1994م إلى أن تحصلنا موخراً على موازنة استثنائية جديدة من قبل رئيس الحكومة تبلغ 15مليون ريال شهرياً.

* ما الصعوبات الحالية التي تواجه إدارة المشفى ؟

- الصعوبات عديدة أهمها :

1/ نقص الكادر الطبي بكل فئاته النفسيين و الاخصائيين والاستشاريين نظراً لتقاعد نحو 90% من طاقم المشفى .

2/الأجهزة الطبية متهالكة وقديمة حيث لا يوجد حتى جهاز الإس بي إس الخاص بفحص كريات الدم البيضاء و الميكروبات ، كما أن جهاز الأشعة عاطل عن العمل منذ أربعة عقود.

3/ لا توجد غسالة مركزية لكل أقسام المشفى تعمل على غسيل بطانيات المرضى كون المتواجدة غسالة منزلية لا تكفي لغسيل بطانية واحدة .

4/ موازنة الأدوية 430 ألف ريال ضئيلة جداً في ظل ارتفاع سعر صرف العملة حيث صارت لا تكفي لعلاج أربعة مرضى.


*هل هناك دعم من قبل المنظمات والجمعيات الخيرية ؟

- يوجد دعم ولكنه محدود جداً، كون المنظمات الخارجيه تقدم الدعم و المساعدة بصورة غير منتظمة، دعم مرة كل عام أو عامين ، بينما الجمعيات الخيرية ورجال الخير والإحسان والبر أياديهم بيضاء دوماً لنزلاء المشفى.


* ما دوركم تجاه المرضى النفسيين المتواجدين خارج المستشفى؟

-حقيقةً ، إن هذا الأمر يتعلق بالجهات المعنية النيابية وإدارة الأمن والقضاء فلابد أن تتكاثف من أجل حل هذه الإشكالية الخطيرة، كون بعضهم يمارسون أعمال طائشة كرمي الحجارة على المارة والمحلات التجارية ، صحيح أن عملنا إنساني وأخلاقي ولابد من الاهتمام بهم ورعايتهم ولكن ليس بأيدينا كوننا نكافي المتواجدين في المشفى ونقدم لهم الخدمات الأساسية.

* كم الموازنة الاستثنائية التي أمر رئيس الوزراء باعتمادها للمشفى؟

* الموازنة 15 مليون ونحن في أمس الحاجة إليها في الوقت الراهن ، حيث لدينا التزامات متعلقة بأعمال الترميم و الصيانة لعدد من أقسام المشفى يجب القيام بها .

*كلمة أخيرة في ختام حوارنا هذا..

- نوجه شكرنا وامتناننا كإدارة وطاقم طبي و نزلاء لدولة معالي رئيس الوزراء ووزير المالية وإدارة البنك المركزي على اهتمامهم وتجاوبهم مع ندائنا ومطلبنا بزيادة الموازنة للمشفى.

وندعو السلطة المحلية بالمديرية ممثلة بمديرها العام الدكتور وسام معاوية ووزير الدولة محافظ المحافظة أحمد حامد لملس والجهات ذات العلاقة والحكومة إلى النزول الميداني إلى المشفى للاطلاع عن قرب على حجم المأساة التي يعيشها المشفى ونزلاؤه كون ذلك من مسؤوليتهم الأخلاقية والإنسانية.

كما نطالب وزارة الخدمة المدنية والتأمينات بضرورة رفد المشفى بكادر طبي أكاديمي مؤهل وذي خبرة عالية بدلاً عن المتقاعدين.

إضافة إلى أننا ندعو أهالي المرضى لزيارة مرضاهم وتفقدهم وتلمس احتياجاتهم كونهم جزء لا يتجزأ منهم حتى يشعروا بأن أهاليهم لم يتركوهم دون سؤال أو زيارة، حيث أن كثير من المرضى لم تتم زيارتهم من قِبل أهاليهم طيلة عشر إلى 20 سنة فرحمة و رأفة بهم يا أهالي المرضى ، مع تقديرنا وامتناننا لبعض الأهالي وهم قلة ممن يأتون إلى المشفى ويتفقدون أولادهم وآباءهم ويقضون أوقاتاً سعيدة معهم .

وأخيراً نتوجه بالشكر لوسائل الإعلام التي تتقصى الحقائق وتنشرها للملأ للاطلاع عليها ومعرفة حقيقة الوضع الذي يعيشه المشفى.

*نشكر سماحك بأخذ بعض من وقتك الثمين لإجراء هذا الحوار معك كما نشكر سعة صدرك وإسهابك بما ذكرت من معلومات.